القيام جنة
موضوعنا صعب أن
نحسره في مقالاٍ ولكن سنجاهد..
الكلُ تحدثَ
وكتبَ ونادي به
...
هو جنةٌ كما
قولنا في العنوان
...
منْ أراد أن
يبدأ حياةً جديدةً مع اللهِ عليه به..
منَ أرادَ توبة
نصوحاً لله عليه به ...
منْ أراد كل وأي
شيء في هذه الدنيا عليه به
ومنْ أراد
الجنةَ عرضها السنوات والأرض عليه به ...
اقرأ كلامَ
اللهِ عنه: (وَمِنَ ٱلَّیۡلِ فَتَهَجَّدۡ بِهِۦ نَافِلَةࣰ لَّكَ عَسَىٰۤ أَن یَبۡعَثَكَ
رَبُّكَ مَقَامࣰا مَّحۡمُودࣰا)
[سورة الإسراء 79]
هو القيامُ ...
هو القيامُ
بفضلهِ وجزاءِه ومكانةِ صاحبه.
أولاً: ما القيام؟
لغةً: هو اسم
مصدر قامَ، جمعه قويم، وفعله يقوم ُ
اصطلاحا: هو
قضاء بعض الليل في الصلاة وغيرها من العبادات، ولا يشترط أن يُقضي الليل كله
وذالك استشهاداً
بقول الله جلَّ علاه: (قُمِ ٱلَّیۡلَ إِلَّا قَلِیلࣰا نِّصۡفَهُۥۤ أَوِ ٱنقُصۡ
مِنۡهُ قَلِیلًا أَوۡ زِدۡ عَلَیۡهِ وَرَتِّلِ ٱلۡقُرۡءَانَ تَرۡتِیلًا)
[سورة المزمل 2 - 4]
فالقيامُ هو أنْ
تقومَ ليلاً تطلب وتدعو وتستغفر لله سبحانه وتعالي، ما أجمل أن تهدم كل صعاب حياتك
بقيام الليل، فالذي لا يملك ليل لا يملك نهار وبالفعل فالليل هو الوقت الذي يخلو
به الأنسان بنفسه وهنا تبدأ الاختبارات هل سيراقب الله أم يجعل الله أهون الناظرين
إليه
...
إليك قول رسول الله:
عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا
الجنة بسلام.
وبعد ما دعانا
الرسول للقيام ونحن نوقن أن الرسول لا ينطق عن الهوى، فلما يقول إنه من الأعمال
التي تدُخل صاحبها بسلام، ماذا أنتَ فاعل؟ أتاركه أم مُقيمُه؟
**وإذا أقمته هل أنتَ مستمرٌ أم قاطِعٌ! ؟
قال صلى الله
عليه وسلم: يا عبد الله لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل. متفق
عليه.
يحذرنا الرسول
أن نبدأ به ونقطع
وأنا أقول لك
والله منْ ذاق طعم القيام لا يرضي أنه يتركه مرة
ثانياً:
أول تكليف للرسول..
في يومٍ خرج
الرسول صلى الله عليه وسلم لحاجة له وهو على أطراف مكة، جاءه جبريل عليه السلام على
هيئة رجلٌ، وكانت هذه المرة تختلف عن السابقة
فقد كانت تكليف
بفرضية الصلاة، لا ليست الصلوات الخمس الفرض
كانت صلاة قيام
الليل وفُرضت لمدة سنة، وبعدها
اصحبت الصلاة (صلاة
الفجر ركعتين وبعد العصر ركعتين) إلى أن فُرضت الصلوات الخمس في الإسراء والمعراج
الشاهد (بِسۡمِ ٱللَّهِ
ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلۡمُزَّمِّلُ قُمِ ٱلَّیۡلَ إِلَّا
قَلِیلࣰا نِّصۡفَهُۥۤ أَوِ ٱنقُصۡ مِنۡهُ قَلِیلًا أَوۡ زِدۡ عَلَیۡهِ
وَرَتِّلِ ٱلۡقُرۡءَانَ تَرۡتِیلًا)
[سورة المزمل 1 - 4]
ظل الرسول يقيم
الليل خفية حتى لا يراه المشركين ويؤذنه، وبعدما فُرضت الصلوات الخمس لم يقطع
الرسول القيام أبداً، بل كان يحث صلي الله عليه وسلم أهله على القيام، وفي مرة
كانت عائشة رضي الله عنها متعبة من أعمال النار وهمت بالنوم دون أن تصلي بالليل.
قال لها الرسول صلى الله عليه وسلم: قومي فأوتري يا عائشة..
فكيف يقطعها وهي
الصلاة التي يناجي بها ربه بعيد عن أعين الناس والرياء يدعو ويستغفر ويطلب
فاليوم نقول نحن
على سيرِك نسيرُ يا رسولُ الله والعونَ من الله ...
ثالثاً: متي صلاة القيام؟
عن أبي هريرة ولفظه:
ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول:
من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له.
ف
القيام يبدأ من
بعد صلاة العشاء إلى آذان صلاة الفجر، وفي الحديث خصَّ الثلث الأخير لأنه أفضل
الأوقات لصلاة القيام مثله بالضبط مثل العشر الأواخر في رمضان ف رمضان كله مُبارك.
وأيضاً مثله مثل يوم عرفة من أيام ذي الحجة أفضلهم وأحبهم إلي الله
فالثُلث الأخير
حيث الناس نيام، لا رياء ولا سمعة
ولكن لا حرج إذا
صلي الأنسان القيام بعد صلاة العشاء
فهو على كل حال
أفضل بكثير من منْ لا قيام له ...
رابعاً:
حال الصحابة والسلف مع قيام الليل..
(عمر بن الخطاب رضي الله عنه)
كان يقوم الليل كله،
ويأتي أهله بالسَحر وبنادي فيهم الصلاة الصلاة، ثم يقول " وأمر أهلك بالصلاة
واصطبر عليه)
(سفيان الثوري رضي الله عنه)
كان يقوم الليل حتى
يؤذن الفجر، وإذا سمع آذان الفجر وضع قدميه على الحائط حتى يعود الدم إلي رأسه..
(الربيع بن خيثم)
كان يقوم الليل كله،
تقول له أمه يا بُني ألا تنام؟! يا بُني ألا تنام!؟ فيقول يا أماااه!! إن الذي يخاف من النار لا ينام..
ويبكي بكاءاً
مَريراً حتى قالت له أمه أقتلتَ نفساً من هذا البكاء، دلني على أهله كي أفديه!! فيقول
نعم، قتلتُ نفسي وأريد لها النجاة من النار ...
(عبد الله بن عمر بن الخطاب)
يقول كان
الصحابة إذا رأوا رؤيا يقصوها علي الرسول ويفسرها لم، في يوم نام في المسجد فيقول
رأيتُ في المنام أنّه جاءني ملكين وأخذاني إلى النار، وفقتُ على النار، إذا بأناسٍ
أعرفهم، فقلتُ أعوذ بالله من النار ثلاث، فقال لي ملكٌ: لا تخفْ إنّك لستَ من أهلها..
فلما استيقظ
رواها لحفصة ورواتها حفصة علي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله نعم العبد
عبد الله لو كان يُصلي من الليل.
فقال عبد الله نافعٌ،
فما ترك قيام الليل بعد هذه الرؤيا.
(عبد الله المُزني رضي الله عنه)
صحابي جليل عُرف
بقيام الليل، كان يُكثر من الليل حتى قال بعض الصحابة يا رسول الله إنه يحب الرياء
فقال الرسول: لا، إنه من الخائفين
يقول ابن مسعود
رضي الله عنه كنا في غزوة تبوك فرأيتُ ناراً في ناحية المعسكر فلما جئتُ بالنار
إذا بالنبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر؟ وإذا بعبد الله المُزني قد مات
والرسول يجلس في القبر ويقول لأبا بكرٍ وعمر ناولا ليَّ أخاكما، (الصحابي الوحيد
الذي دفنه الرسول بيده) ثم وضعه النبي بيده وقال الرسول يارب إنّي أمسيتُ عنه راضي
فارضي عنه، يقول ابن مسعود رضي الله عنه تمنيتُ لو كنتُ أنا الذي بالقبر ...
(الإمام الشافعي)
ذهب الإمام
الشافعي إلي شيخه يشكوه أنه لم يقم الليل وتمردت عليه نفسه..
فقال شيخه قيدتك
ذنوبك يا محمد بن إدريس
(ربط
الذنب بحرمانه من القيام لليلة واحدة)
(الأمام مالك)
يقول جعفر بن مالك
جَئتُ علي الإمام مالك وكان يقوم الليل ويمسك شيبته (لحيته) ويقول:
يالله إذا
جَمعتَ الأولين والأخرين فحرم شيبةَ مالك علي النار
(الإمام أحمد بن حنبل)
يقول ربتني أمي
علي حسن التعبد إلي الله، كان يصلي القيام وهو في عمر الرابعة عشر.
دخل أحد العلماء
(إبراهيم بن شماس) علي الإمام أحمد وهو يُقيم الليل، فقال هذا الفتي سيكون له شأن
عظيم
*
جاء طالبُ علمٍ لإمام أحمد بن حنبل صلي العشاء وأعطاه إناء به ماء حتى يتوضأ
الطالب لصلاة الليل، وعندما استيقظا للفجر وجد الإمام أحمد ماء الطالب لم تتحرك
ولا تنقص، فسأله أمّا تصلي في الليل !؟ قال لا ...
رد الإمام قائلاً:
بئس طالب العلم الذي لا يكون له حظٌ من الليل ....
خامساً: قالوا عن القيام ...
(الداعية
الحويني حفظه الله)
القيام هو أفضل
صلاة بعد الفريضة، فالقيام له متعة وإياك وتثبيط الشيطان
(الداعية
محمد بن الصاوي حفظه الله)
يا منْ محروم من
الوقوف على باب الله، أعلم أنه لا سعادة في الدنيا إلا أن تقف على بابه جلّ علاه.
الذي يمنعك أن
تسأل الله هو الشيطان
الذي يمنعك أن
تستغفر الله هو شيطانك
الذي يمنعك أن
تطلب من الله هوي نفسك
اكسر هذه
الحواجز الآن!! مادام أن ربك في سماء الدنيا يسمعك الآن، يخاطبك الآن ينتظرك أن
تطرق على بابه الآن وإذا طرقت حاشاه أن يغلق الباب دونك
*
جرب وقت السَحَر أن تُناجيه سبحانه وتعالي؛ لتذوق ألذ ما تذوق في هذه الدنيا..
(الداعية حازم شومان شفاه
الله)
مش عايز تخلص من
ذنوبك!؟
مش عايز تفتح
صفحة جديدة مع المولي!؟
صلي القيام
فالله يتنزل فتدعوه فيستجيب
وتستغفر فيغفر..
انت مش بتقيم
الليل ليه!!!؟؟
(الداعية محمد الغليظ)
أريدك اليوم أن
تتوضأ وتقف أمامه وتقول له: أنا يارب سائل، أنا يارب تائب، أنا يارب مُستغفِر، أنا
يارب محتاج ...
إياك ربنا جلَّ
علاه يتنزل وأنت نائم. ...
خامساً: إليك هذه!!
-أنا
سأسيطر.
-لا
انا منْ أُسيطر عليه..
ما بك أيها الغم
أتريد الفوز دائماً!!؟
نعم، لأنني يا
ذالك الحزن الأقوى ...
هل ستقارن نفسك
بي فأنا منْ أصبتَ يعقوب أبا يوسف مع البث..
فردَ الغم
صامداً شامخاً وأنا منْ أصبت ذا النون في بطن الحوت..
صمتَ كلٌ منهم لحظة
حتى نطقا سويا نصيبه معاً
فنظرا كلامها
لبعض نظرة انتصار
وإذا فجأة ...
ما هذا؟؟؟
قال الغم: لا
تقل إنه
رد الحزن: اتمني
أقول ذالك ولكنّه هو ...
تَنحا جانباً
حتى وصلَ إليهم نور وأنحي عليهم قائلاً لماذا صمتم أكملوا!!!
ولكن لا حياة
لمن تنادي كأن على رؤوسهم الطيرُ
فذهبَ ذالك
النورُ
إلي العقلِ
ومجرد ما لمحه
العقل قام مرحباً: أهلا ً ومرحباً بكَ يا دوائي، كنت أخاف أن نتركه وحيداً فيصيبه
الغم والحزن
قال النور: أيقظه
وقل له القيام هنا والمولي عز وجل متنزلاً الآن
فهرول فرحاً
العقل وأيقظه.
وبعد دقائق
إذا بشخصٍ تظهر
عليه بعض علامات الحياة، يرفعُ غطاءَه ...
مازال النومَ
يداعبه
مكثَ بضعَ دقائق
جالساً يحتضن رأسه بين ركبتيه، وهناك دموعٌ على وشك الانهيار
ولكن ذالك النور
وكز العقل قائلاً أأمره بإن يصلي!!
فعل العقل ما
أمر به
فقام الشخص
فتوضأ وصلي
وعند آخر سجدةٍ
في قيامه،
إذا به سجد كأنه
لا يقومُ أبداً
بكي كلَ البكاءِ،
باح بكل ما يمكن
أنْ يُباح به
تحدث كثيراً
كأنه لم يتحدث
قبل ذالك قط
بقي على ذالك
كثير
خاف العقل عليه
فنظر للقيام قائلاً:
اجعله ينتهي؟!
رفض القيام وقال
ليس من الصعبِ ما مَر به اتركه فهو الآن يُخلق من جديد
وعندها تذكر
الغم والهم
التفت إليهم
وجدهم في طريقهم للفرار من هذا الجسد بعد أن أجمعوا كل عائلتهم من (البث والحيرة
والنكد والقلق .....)
تبسمَ القيامُ قائلاً:
أمّا أنا فقد لا أُفارق هذا الجسد أبداً
..............
كل ذالك يحدثُ وذالك
الشخصُ ما زال يبوحُ لربِه ...
ولكن بمجرد انتهاءه
عاد كيعقوب
عندما وجدَ ريحَ يوسفَ
عاد كأم موسي
عندما رُد إليها موسي
عاد ك ذا نون
عندنا خرج من بطن الحوت
عاد كمريم عندما
تكلم عيسى في المهد
كاد كأن لم يحدث
شيئا قط
فقط أنه القيام
سادساً: الأسئلة الأكثر تكراراً عن القيام، ونختم بها
س١ ما صفة صلاة القيام؟
ج١ أن يُصلي
ركعتين ثم يسلم ثم ركعتين ويُسلم وهكذا بالقدر الذي يقدر، وإذا أراد الانتهاء من
صلاته فلوتر واحدة ويُسلم.
س٢ صلاة القيام
سراً أم جهراً!؟
ج٢. إذا كان
المُصلي منفرداً جاز فيه السر والجهر، وإذا كان جماعة يجهر بالصلاة.
س٣ ما الحد
الأدنى والأقصى لصلاة القيام؟
ج٣ الأدنى ركعتين،
الأقصى ليس محدداً يُصلي الإنسان للحد الذي يشاء
ولكن الرسول صلى
الله عليه وسلم كان يصلي إحدى عشر ركعة..
س٤ حكم حمل
المصحف في صلاة القيام؟
ج٤ جائزاً ولكن
بشرط أن يكون إماماً أو يصلي منفرداً
مكروهاً إذا
حمله مأموماً.
ويُضع المصحف على
كرسي بجانب المصلي عندما يركع أو يسجد، والأفضل أن يكون هناك حامِل يُضع عليه
المصحف حتى لا ينشغل المصلي بحَمل المصحف في الصلاة
س٥ فاتني القيام،
هل يجوز قضاء القيام أم لا؟
هناك رأيان
١
- لا يُقضي الوتر لأنه له وقت محدد.
وعندما رأوا
الصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم يصلي في النهار اثنا عشر ركعة فظنوا أنه قضاء القيام،
وهذا ليس. صحيح بل كان تعويضا لصلاة الوتر
٢-
يُقضي الرواتب ومنها قيام الليل
وذالك عندما جاء
للرسول الوفود لم يسعه الوقت أن يصلي سنة الضهر فصلاها بعد صلاة العصر ...
س٦ متي أُصلي
إذا أردت التعويض أو قضاء صلاة القيام؟
ج٦ تُصلي وقت ما ذكرتها ...
تعليقات
إرسال تعليق