
رُزقت حبها
مقدمة:
ولأنَّ الحب شيء
مُحبب للروحِ، يُدب الحياةَ في القلبِ،
فأحببنا أن
تناول الحبَ وكيف نُحبْ وما أنواع الحب..
حتى نصلَ إلى
الحبِ الذي يُحبه اللَّه ورسولَه
أولاً: ما الحب؟
هو توجه القلبُ للمحبوبِ،
توجه نفعه ينفعه وضره بضره..
نعم، يتوجه
القلبُ بكاملِ إرادته للمحبوب في كلِ شيء، لا تعجبْ! فمنْ ذاق َ الحبَّ يؤمنُ بهذا
كله
ولا أطيلُ عليكَ
يا حبيبَ في تعريفاته، فالحبُّ لا يأتي يسابق إنذار، فقط تصطدمُ به في قلبِكْ..
ثانياً: أنواع الحب.
للحبِ أنواعٍ كثيرة
منها العقلي والعاطفي ولكنّ للحبِّ نوعان في الشريعةِ الإسلاميةِ وهما:
- حب حلال: هو كلُ حب في رضاء
الله سواء أكان حب الوالدين أو الأهل أو الأصدقاء أو حب الزوجة
- حب حرام: هو حبُّ ولكن في غير رضاء الله أو بطريقة لا ترضي الله وبه
الكثيرِ مِن التجاوزات.
ثالثاً: هل كل الحبُ حلالاً؟
لا بالطبع،
الإسلام جاء لتكريم البشر وللدفاع على حقوق الإنسان وجاء يهذب القلوب ويعالج
أمراضها
فالرجل الذي يحب
الفتاة ويفعل معها وبها الأفاعيل فالإسلام جاء وحذره؛ حفاظاً عليه وعلى الفتاة
فليس كل الحب
حلالاً
فالطالب الذي
يُحب فتاته التي الصف وينظر إليها بعين المشتاق..
والموظف الذي
يحبُ زميلته ويخرج معها حتى ولو كان الخروج في أماكن عامة..
فابن العم الذي
يلاطف أبنة عمه ويجالسها ويحكي لها عمَّا يشعره اتجاهها
فالجار الذي
يحبُ بنتَ جيرانه وينظر إليها ولا يغض بصره ويحدثها طوال الليل
فليسمع كلٌ منهم
هؤلاء قول الرسول صلى الله عليه وسلم: " كُتب على ابن آدم حظه من الزنا وهو
مدرك ذلك لا محالة فالعين تزني وزناها النظر والأذن تزني وزناها السمع والفرج يصدق
ذلك أو يكذبه
"
فالأمر ليس
بهينٍ
رابعاً:
الحبُ والشريعة الإسلامية..
يري الكثير من
الناس أو الأحرى أن نقول يري الكثير ممن لا يعرفون دينَهم أنَّ الدين الإسلامي لم
يعط الاهتمام الكافي للحب!!
(وهنا. يقصدُ الحبَ الذي يربطُ بين الرجلِ
والمرأة ِ)
ورؤيتهم هذه
لأنهم يقرأوا القرآن مجرد قراءة لا تفهم ولا تدبر
إليهم الرد:
عندكم قصة يوسف
عليه السلام وامرأة العزيز، ألا يجدوا أن النص القرآني قد أقرّ بعاطفتها نحوه إذ
قال الله: (قد شغفها حباً)
حتى وإن كانت الشريعة
ضد هذا الحب لأنها كانتْ متزوجة وهذا ضد العفة وليس ضد الحب كشعور
وإليكم قصة موسي
عليه السلام مع بنتا شعيب عليه السلام
لم أسرد لكم
القصة فهذا غيرَ موضوعِنا ولكن إليكم الشاهد، أُعجبتْ بنتُ شعيبُ عليه السلام
بأمانة سيدنا موسى وقوته فقالت لأبيها: (يا أبتِ استأجره إنّ خيرَ منْ استأجرتَ
القوي الأمين)
لمح سيدنا شعيب
أن ابنته وقع في قلبها شيئاً من الحبِِ لسيدنا موسي فقال له: (إني أريد أن أنكحك إحدى
ابنتيّ هاتين)
فاللهُ رزقنا
بالحب ولكنْ كرمّنا وكرّم قلوبَنا معه..
خامساً: هل الإسلام ضد الحب؟
لا بالتأكيد..
أمّا سمعتم قول
الرسول صلى الله عليه وسلم :( لم يُرَ للمتحابين مثلَ النكاحِ)
فالإسلام هذّب
القلوب ولم يكن ضد الحب بل ضد ما يُرتكب من خطايا تحت مظلة الحب
سادساً:
إنّي رُزقت بحبها:
وهنا سنعرفُ كيف
حبَّ خيرَ الناسِ وسيدَهم،
عندما نزل الوحي
على الرسول صلى الله عليه وسلم لأول مرة في غار حراء أُصيب بالهلعِ والرهبة فهذا
كان شعور طبيعي فإنها رهبة الوحي الأولي، لم يذهب إلي بني هاشم ولا إلى عمه الذي
رباه ولا إلي حمزة الذي كان يتصف بصائد الأسود، ولا إلى أحد أصدقاءه،
لكنّه هرول إلي
خديجة زوجته، طلب منها أن تدثره وتزمله، ولم يجد حرجاً أن يبدو أمامها مرتعد
مرتجفاً
،
فقد كانت مكة كلها في كفة وخديجة في الكفة الأخرى..
لقد أحبها وكما
لم يحب أحداً من قبل، وكما لم يحب أحداً من بعد
حتى سُمي العام
الذي ماتت فيه بعام الحزن
عندما مرضت
خديجة رضي الله عنها مرضها الذي ماتت به قال لها الرسول (بالكره مني ما يجري لكِ
يا خديجة) أي يوجعني ما يوجعك
لمْ يكنْ هذا
مجاملة وطيب خاطر، بل والله ثم والله فهو حب وعشق ما بعده حب..
كيف يكون مجاملة؟
أتفيد المجاملة بعد الوفاة!!!!
فاقرأ إذاً،
ماذا تقول عائشة رضي الله عنها:
ما غرتُ من
امرأة كما غرتُ من خديجة، ولد ماتت قبل أن يتزوجني رسول الله بثلاث سنين، وكنت
أسمعه يذكرها، وأنه كان ليذبح الشاة ثم يهدي منها لصديقاتها.
ولم تكن هذه
المرة الوحيدة التي تغار منها عائشة رضي الله عنها من خديجة رضي الله عنها، وكلنا
نعلم حب الرسول لعائشة..
فخديجة هي منْ
آمنت به إذا كفر به الناس، وصدقته إذا كذّبه الناس، وواسته بمالها إذ حرمه الناس،
وكان له منها الولد، فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحفظ غيبتها وهي تحت
التراب
هكذا أحب سيد
البشر
...
سابعاً:
ما يُدعي بعيد الحبّ ...
أليس من الغباء
أن نقتدي بمنْ على غير ديننا
أليس من الغباء
أنّ نحتفل نحن المسلمون بشيء لم يأمرنا الله به
إليكم قصة هذه البدعة:
فكما يروى،
القسيس فالنتينو
يقعُ بحب ابنة الإمبراطور كلاوديوس ويزني
بها لأن إيمانه الكنسي يُحرم عليه الزواج! فعاقبه كلاوديوس بالإعدام..
وما كان من
القوم إلا أن يأخذوا يوم الإعدام ويجعلوه عيداً للحب ...
ولكن هذا وشأنهم،
ولكنْ ما شأن المسلمين الذين قلدوا الغرب في كل شيء حتى العشق
أنتخذ قدوة غير
الرسول الذي ما رأي للمتحابين غير الزواج!!!!
نحن المسلمون من
اخترعنا الحُب، عشنا له وبه ومتنا فيه قبل أن يجعل له الرومان عيداً ويملئوا الجو
باللون الأحمر.
ثامناً:
إليكِ نصيحتي:
والدتي اختارتْ
لي بنت أخيها!!
لا أحبُ أنْ
أتزوج ُ منْ خانتْ أهلها!!
كنتِ نزوة حتى
أختارَ زوجتي!!
أنا لا أحبكْ
فقط كنتُ أريدُ جسدكْ، وقد حصلتُ عليه فلا فائدة من بقائكْ!!
فلذة كبدي هذه
هي أخر كلماتٍ بين عاشقين
لا بل بين عاشقة
وخائن ...
أي الكلمات تختاري!
....................
لماذا صمتِ؟
أكان صعبَ التخيلُ؟
أم أنّه حدث بالفعلِ!؟
حبيبتي
هل سألتِ يوماً
لماذا خلقَ اللهُ لنّا قلباً واحداً؟!
......
أُجيبُكْ أنا ...
خُلقَ لنّا قلبٌ
حتى يعشقَ رجلاً واحداً ويسكنَ فيه وطيبَ جرحه، قلبٌ واحدٌ حتى يقدرَ زوجك أنْ
يجعله جنةً بحنانه وخوفه عليكِ
حبيبتي
أعلم أنّه
كالجمرِ بين ضلوعك، أعلمُ أنك ِ تحبينه، أعلم تعشقين ريحتَه..
وللأسف أعلم ُ
أنك ِ بدونه لا تستطيعين ...
ولكن أُريدك ْ
يا عزيزتي أنْ تعلمي أنَّ الحلالَ أحلى وأجمل مِن الهوى..
وأيضا ً زوجٌ
يخافُ عليكِ من حبةِ خردلٍ من الهمِ
حقاً إنه يستحقُ
أن تُخْفي له كلَ الحبِ له،
لأنه وبكل بساطة
سيكون زوجك وشقيق روحك
فيا فلذة كبدي
بنا نحفظ كلَ الحبِ له
والصبرُ يأتي
دائماً بالأجمل والاحنِ على القلبِ
تاسعاً:
أسئلة وإجابتها حول الحب.
س١
فتاة تسأل أنا
أحبه وهو يحبني ونتحدث عبر الإنترنت حتى يستطيع أن يتقدم لخطبتي هل هذا يجوز؟
لا يجوز، إذا
كان صادقاً ويريد الزواج فيدخل البيت حتى وإن كان لا يملك شيء، ويمنع التواصل
نهائياً
س٢ هل حرام أن
أقابل فتاة أحبها وتحبني ونتحدث وكل ذلك بعلم والدتها؟
نعم حرام، فأنت
تعبد الله لا والدتها.
س ٣
أحب شاب لا أعلم
عنه إلا الخير هل يجوز أن أعلمه عمّا يدور في قلبي كما فعلت السيدة خديجة؟؟
لكِ بعض الحلول
١ - أن
تختاري شخص ذو عقل يخافُ عليكِ وعلى كرامتك وتحكي عن شعورك اتجاه هذا الشاب، وهو
يقوم بتلميح له بأنّ يتقدم لخطبتك دون أن يذكرك
٢ - أكثري
من الدعاء بأن إن هذا الشاب خيراً فليجمع الله بينكم وإن كان شر فليخرجه الله من
قلبك وعقلك.
ولا يجوز أنْ
تذهبي أنت وتحدثيه فهو ليس بمحمد سيد البشر
س٤ الحب قبل
الزواج جائز؟
والحب قبل
الزواج له سببين
١ - سمع
الشاب عن فتاه أو رءاها وتعلق بها ولكنه اتقي الله تعالي ولم يطلب شيئاً محرماً لا
مراسلة أو مواعدة، ولكنه سعي في الارتباط بها عن طريق الزواج، فهذا يجوز وهو مأجور
عن صبره وعفته وخشيته من الله.
٢
- هو أن يعجب الشاب فتاة ويتساهل بالنظر إليها والحديث معها ومراسلتها، فبلا شك أن
هذا الحب لا يبيحه الإسلام ولو كان نيته صالحة وهي الزواج
س5 تسأل فتاة
أحببت شاب وتجاوزت معه حدود الله والآن أنا نادمة على كل شيء هل يقبل الله منّي؟
الله سبحانه
وتعالي يفرح بتوبة العبد
والتوبة تمحي ما
قبلها
توبي لله توبة
خالصة وسوف يعوضك الله خيراً منه.
وأختم مقالي
بقول أبو عبد الله القرشي في هذا: " حقيقة المحبة أن تهب كلك لمنْ أحببت، فلا
يبقي لك منك شيء "
ولكن نوّر قلبك
بحب يحبه الله ورسوله
تعليقات
إرسال تعليق