
" تعلّم من إبليس "
يا هذا أتعلّم
من إبليس؟!
نعم... تمامًا
كما سمعت..
أليست الحكمة
ضآلة المؤمن أينما وجدها فهو أولى بها كما قال الحبيب -صلّى اللّه عليه وسلّم- لذا
فهيا نتعلّم من إبليس اللعين...!
عهد إبليس!
إبليس يقطع عهدا
على نفسه مع اللّه -جلّ جلاله-، فهل قطعت أنت الآخر عهدا مع اللّه سبحانه؟!
أو ما قرأت قوله
تعالى في القرآن الكريم على لسان إبليس عليه لعائن اللّه " قَالَ
فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ • إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ
الْمُخْلَصِينَ “...!
هل تأمّلت يومًا
حدّته في القسم وتعهّده بالقيام بمهمته وهي غواية البشر، وهل قمت بمهمتك كما قائم
بمهمته وأخذت الكتاب بقوّة يا هذا، أم ما زلت هائمًا على وجهك في غياهب سجون معاصيك؟!
ألا فانفض عن
قلبك غبار الذنوب وأنصت قليلًا يرحمنا ويرحمك اللّه ..
لنتعلم منها ..
كنت أتحدّث معها
ذات مرّة وقالت لي أتعلمين ما هو الدافع لي حين تفتُر عزيمتي، فقلت لها: وما هو ذا
يا بارك اللّه فيكِ وفى عزيمتك؟!... قالت: كلما خفُتت عزيمتي تذكّرت أن إبليس يقوم
بدوره على أكمل وجه في الغواية وأنا تاركةً ثغري متحججة بحججٍ واهية فأستحى ان
يراني اللّه علي هاته الحالة فأستغفر وأعود ..
اختر ألمك..
لتعلم -يرحمك
اللّه- أنّك في طريقك إلى اللّه سائر فأنت لست بتموقّف ولو وهمت وإن شئت فأقرأ
قوله -صلّى اللّه عليه وسلّم- " كلُّ النَّاسِ يغدو؛ فبائِعٌ نَفسَه
فمُعتِقُها أو مُوبِقُها " فإن أنت توقّفت عن السعيّ فأنت تُوبقها بتفويّتك
للطاعات وفوات الخير عليها وإن أنت تقدّمت فأنت في الطائفة الأخرى طائفة مُعتقيّ
أنفسهم و" إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ
أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ "..
لتعلم يا أخي
أنّ هاته الدنيا إنّما هي ابتلاء محض والإنسان قد خُلق في كبد فاختر لنفسك ما
تُكابده وفى أي طريقٍ سيكون ألمك ويا عِظم هذا الألم وعِظم أجره إن كان في سبيل اللّه..
فقم وتألّم في
هذا الطريق وأسلك نهج من سبق وأعلم أن من سار على الدرب لابُدّ يومًا يصل ..
همّة في الباطل
أسمعت شيئا عن
إيزابيلا ملكة قتشالة التي لم تستحم في حياتها سوى مرّة واحدة وكانت قد أقسمت
للقساوسة الذين ربّوها أنّها لن تخلع ثيابها إلا بعد سقوط غرناطة ...!
وهل سمعت أيضا
عن اليهودي حُييّ بن أخطب ذاك اليهودي الذى ذهب لقريش ومن بعدها غطفان وقبائل أخرى
ليُحزّب الأحزاب ضد النبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- وجمع جيشًا قُرابة العشرة آلاف
مقاتل ثم ذهب وحرّض بنى قريظة على نقض العهد مع النبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم-
والانضمام لهذا الحزب وترددوا نقض العهد في بادئ الأمر لخوفهم مما سيفعله -صلّى
اللّه عليه وسلّم- بهم لو أن الأحزاب هُزموا ولكنّ حُييّ طمئنهم ووعدهم إن تخلّى
الأحزاب عنهم أن يدخل في حصنهم ويصيبه ما أصابهم وقد أظهر اللّه نبيّه على عدوّه
ورحل الأحزاب و لكنّ حُييّ وفّى بعهده ودخل مع بنو قريظة حصنهم ولما علم أن محمدًا
قد نال منهم ولا مفرّ للخروج ظلّ طيلة ليلته يخرق في حُلّة له فقَّاحية قد شقها
عليه من كل ناحية قدر أنملة أنملة لئلا يُسلبها وخرج على النبيّ -صلّى اللّه عليه
وسلّم- مجموعة يداه إلى عنقه بحبل ،فلما نظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
قال : أما والله ما لمت نفسي في عدواتك ، ولكنه من يخذل الله يخذل ، ثم أقبل على
الناس ، فقال : أيها الناس ، إنه لا بأس بأمر الله ، كتاب وقدر ملحمة كتبها الله
على بني إسرائيل ، ثم جلس فضربت عنقه ...
وختامًا..
إن كان هؤلاء
همّتهم عالية هكذا ولكن في الباطل فأنت يا صاحب الحقّ أولى منهم بذلك فقم وأذّن في
الناس كما فعل إبراهيم عليه السلام فعليك الأذان وعلى اللّه الإيصال ..
تعليقات
إرسال تعليق