يا سعدنا قد وُلدت لنا أنثى ...
كتب أبو منصور
الثعالبي في كتابه اللطائف والظرائف رُقعةُ تهنئةٍ بالبنت وفيها..
" أهلاً وسهلاً بعقيلة النّساء وأم
الأبناء، وجالبة الأصهار والأولاد الأطهار، والمُبشّرة بإخوة يتناسقون ونجباء يتلاحقون:
فلو كان النّساء
كمن وجدنا
لفضّلت النساء
على الرجال
وما التأنيث
لاسم الشمس عيبٌ
وما التذكير فَخرٌ للهلال
والله تعالى
يُعرّفك يا مولاي البركة في مطلعها، والسّعادة بموقعها، فادرع اغتباطا، واستأنف
نشاطا، فالدّنيا مؤنثة والرّجال يخدمونها، والذكور يعبدونها، والأرض مؤنثة ومنها
خُلقت البَرِية، وفيها كَثُرت الذُّرية، والسّماء مؤنثة وقد زُيّنت بالكواكب،
وحُلّيت بالنّجم الثّاقب، والنّفس مُؤنثة وهي قَوام الأبدان، وملاك الحيوان،
والحياة مؤنثة ولولاها لم تتصرف الأجسام، ولا عُرِف الأنام، والجنّة مؤنثة وبها
وُعِدَ المُتّقون، وفيها يَنعم المرسلون، فهنيئا لكَ هنيئا بما أُوتِيت ،
وأَوزَعكَ اللهُ شُكرَ ما أُعطِيت "
نعم هنّ النساء
شقائق الرجال وحجرهنّ مصانع الأبطال..
هنّ من قال
-صلّى اللّه عليه وسلّم- فيهنّ "استوصوا بالنساء خيراً.. “
المرأة
في الإسلام ..
ماذا تتوقّع من
ربِّ وصف نفسه بالرحمة في فاتحة كتابه ووصف نبيّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- بالرحمة
حين قال " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ " ودينه
بالسلام حين سمّاه الإسلام أن ينظر للمرأة ذاك المخلوق الضعيف اللطيف؟!
لقد حظيت المرأة
بمكانة عظيمة في الإسلام فهذا النبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- يُسأل عن أحب الناس
إليه فيقول عائشة -رضي اللّه عنها وأرضاها- ومن الرجال فيقول -صلّى اللّه عليه
وسلّم- أبيها ولم يقل أبا بكر -رضي اللّه عنه-، وكأن أبا بكرٍ -رضي اللّه عنه-
نُسب إليها وفى الحقيقة هي التي تُنسب إليه،
ويقول -صلّى
اللّه عليه وسلّم- " حُبّب لي من دنياكم ثلاث: الطيب، والنساء، وجعلت قرة
عيني في الصلاة “،
" خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهلي
، ما أكرم النساء إلا كريم ، ولا أهانهن إلا لئيم " ،
" اللَّهُمَّ إِنِّي أُحَرِّجُ حَقَّ
الضَّعِيفَيْنِ: الْيَتِيمِ، وَالْمَرْأَةِ " ،
وحين اشتكى بعض
الناس إلى النبي ﷺ أنهم يضربون نساءهم فقال -صلّى اللّه عليه وسلّم-: إنهم ليسوا بخياركم.. “ ،
وحين أوصى
الصحابي الذي جاء ليسأل عن أولى الناس بحسن صحبته فأوصاه بأمّه ثلاثا، ولما يري
فاطمة ابنته -رضي اللّه عنها- قادمة يقوم -صلّى اللّه عليه وسلّم-ويجلسها مكانه..
وهذا عمر بن
الخطّاب -رضى اللّه عنه- يقول " كُنَّا فِي الجَاهِلِيَّةِ لاَ نَعُدُّ
النِّسَاءَ شَيْئًا، فَلَمَّا جَاءَ الإِسْلاَمُ وَذَكَرَهُنَّ اللَّهُ، رَأَيْنَا
لَهُنَّ بِذَلِكَ عَلَيْنَا حَقًّا " وهو نفسه عمر الذي قال أصابت امرأة
وأخطأ عمر، وهو الذي يحمل الدقيق على ظهره ويطبخه ويقلبّه وينفخ في النار من تحته
حتى خرج الدخان من بين لحيته حين رأي عجوز تبكي لجوع صغارها..،
وذلك إنما هو من
جميل تربيّة النبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- لأصحابه -رضوان اللّه عليهم
جميعا-..
مقامُكِ حيث أقامكِ اللّه
إن ربّا كربنا
سبحانه عاملكِ بمثل هذه المعاملة اللطيفة وضمن لكِ من الحقوق ما لن تجديه في
الأديان الأخرى حيث اعتنى بك قبل مولدك بأن ضمن لكِ أمًّا صالحة بأن وصّى الرجل
إذا أراد الزواج بأن يظفر بذات الدين ثم جعل -سبحانه وبحمده- نفقتكِ على والدك
وأنتِ في بيته وعلى زوجك إن انتقلت إلى بيته ووصى الرجل بمعاشرة امرأته بالمعروف
لهو ربٌّ أولى وأحقّ أن يُطاع في كلّ ما أمر به ونهى ..
فكونى في المكان
الذي أرادكِ اللّه فيه ولا تتركي ثغركِ وأرى اللّه من نفسكِ خيرا يا أم الأبطال
ويا مصانع إعداد الرجال.
المصدر: سلسلة تاريخ حوآء لدكتور عبد الرحمن ذاكر الهاشمي
تعليقات
إرسال تعليق