القائمة الرئيسية

الصفحات

فضل قراءة القران



قراءة القران الكريم

 بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد،

فهناك من يقرأ القرآن ويجهز نفسه لكي يقرأ، وهناك من يقرأ القرآن لأنه يحب أن يقرأ، فلا يحتاج أن يُجَاهِد نفسه أصلاً،

 

حب القرآن من القلب

 كيف يمكن أن تصل إلى مرحلة تُحِب قراءة القرآن من كل قلبك؟

هناك ثلاث أشياء تجعلك تُحِب قراءة القرآن

 

- فماهي هذه الأشياء؟

أولها: أن تعلم أن القرآن أصلاً يُحِبَك إذا قرأته بل ويُدافِع عنك ولا يرضى أن تُعَذبْ يوم القيامة

فكيف لا نحبه؟

طبعاً سنحبه قال صلى الله عليه وسلم:" اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه"

 والنفوس مفطورة دائماً على حب من يدافع عنها ويحميها، فالقرآن يفعل ذلك

 

 أتدري كيف سيدافع عنك؟

 

  سيقف سداً منيعاً لك عن العذاب إنه يُدافع عنك أمام الله عز وجل يوم القيامة إلى أن يُغفر لك

قال صلى الله عليه وعلى اله وسلم: "يقول القرآن لله ربي منعته النوم بالليل فشفعني فيه"

قال عليه الصلاة والسلام فيشفع لهم'

 إذا علمت ذلك ستقرأ القرآن وأنت تحبه لأنك كلما قرأته أكثر شفع لك ودافع عنك يوم القيامة أكثر

 

-  السبب الثاني الذي يجعلك تحب القرآن

 

 أن تتأمل الحسنات التي ستحصُل لك إذا قرأته، كل حرف بحسنة والحسنة بعشر أمثالها عشر أضعاف

 هل تستطيع وأنت تقرأ القرآن أن تستشعر الحسنات وهي تتزايد من حولك كأنك تراها حسنةً حسنة، كل حرف من القرآن بعشر حسنات، فسورة الكوثر هي أقصر سورة في القرآن، فإذا فيها تقريبا خمسمائة حسنة، الفاتحة تحتوي على أكثر من ألف ومئتي حسنة.

 

 فاستشعر أنت الحسنات أثناء تلاوة القرآن، ووالله إنه لشعور رائع يُغيِّر طعم قراءتك للقرآن

لا أدري ربما تصل إلى مرحلة بالتلاوة كأنك ترى الله يُسيِّر جبالاً من الحسنات حولك، ترى الحسنات مضيئة من حولك نورها يوم القيامة سيسعى بين أيدينا وبأيماننا.

 

وأنت تقول:" ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شيءٍ قدير"

 تقرأ وكأنك ترى كل هذا بعينيك.

 

 ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم:" الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه "؟!

إذاً انطلق بهذا الاستشعار، تقرأ وتحتسب الأجر، وتستمر بالقراءة لتجمع أكبر قدر ممكن من الحسنات إلى أن تشتري الجنة.

 

- والسبب الثالث الذي يجعلك تحب قراءة القرآن

  إنه التدبر، أن تتدبر القرآن وتخشع فيه

كيف أتدبر في قراءة القرآن؟

 

 استشعر أنه يُخاطِبَك أنت لأن الله تبارك وتعالى يحب أن تتأمل

 ماذا يقول لك في رسالته إليك، يُحب أن يراك تتفكر ماذا يريد الله مني؟

 ماذا يقول الله لي؟

 

ربنا سبحانه يحب أن يراك هكذا

قال تعالى:" أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوبٍ أقفالُها"

 إنه لا يُريدك أن تتجاهل معاني هذه الرسالة، أرسلها إليك كما إنك انت أيضاً لا تُحب أن يتجاهل أحدٌ كلامك

 إذا تكلمت،

 تخيل لو أنك مدير ووزعت رسالة مكتوبة عممتها على جميع الموظفين أنه يوجد قرار جديد هو كذا وكذا، ووقّع كل موظف على أنه قد استلمها، ثم استدعيت أحد الموظفين وسألته هل قرأت رسالتي إليك؟

 

فقال: نعم فقلت له: هل فهمت ماذا أردت منك أن تفعله؟

 قال: لا، كنت سرحاناً، آسف

 طيب هل عرفت ماذا أردت منك أن تتركه، قال: لا والله سامحني كنت أُفكر في أشياء أخرى.

 

فما رأيك في هذا الموظف؟

 طبعاً سيسقط من عينك، طيب نحن نرى بعض الناس يقرأ القرآن ربع ساعة نصف ساعة، ثم بعد أن ينتهي من القراءة نسأله نقول له ماذا أمرك الله؟

 يقول لا أدري، قل: طيب عن ماذا حذرك الله؟

 والله ما أعرف، طيب هل مرّت بك قصة، موعظة،

فيقول: ما أتذكر والله كأنها كانت قصة آدم أو موسى فلستُ متأكدا.ً

 

فلماذا تقرأ القرآن إذاً؟!

 يعني فقط من أجل الحسنات؟!

- هل نزل القرآن من أجل الحسنات فقط؟

 

 القرآن لم ينزل فقط لأجل الحسنات.

 قال تعالى:" كتابٌ أنزلناه إليك مباركٌ ليدّبروا آياته وليذّكر أولو الألباب"

 فهذا هو سبب إنزال القرآن.

 قال الحسن رحمه الله: إن من كان قبلكم رأوْا القرآن رسائل من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل وينفذونها بالنهار" استشعر أن القرآن يكلمك أنت، تخيل عند قراءة القرآن أن هذا القرآن، نزل لأجلك أنت وحدك، كأنه لم ينزل لأحدٍ غيرك، وكأن الله كان يريد أن يُكلمك أنت بهذا الكلام فقط.

ما الذي يحدث إذا استشعرت القرآن؟

 

فصدقني إذا فعلت ذلك، فلن يكون همك أن تنتهي من الجزء المخصص لهذا اليوم تنتهي من السورة الفلانية

 لا لن يكون همك الآن أن تصل لآخر السورة، بل ستستمتع بكل حرفٍ يمر عليك من القرآن،

وإذا لم تفهم كلمة فسوف تفتح تفسيراً مختصراً بسرعة لتعرف ماذا يريد الله منك؟، ماذا يقصد ربي بهذه الكلمة؟ ما هي الاشياء التي يحبها الله؟

 

 لا تقرأ وأنت شارد الذهن فقط همّك أن تتلفظ بالحروف والكلمات وأن يكون الصوت مطابقاً للكلام،

 لا بل تأمل المعاني، بماذا تُفكر غير القرآن؟

 والله لن تجد شيئاً ألذ من معاني القرآن لكي تفكر فيها

 قيل لبعضهم إذا قرأت القرآن هل تُحدِّثْ نفسك بشيء؟

 فقال وهل هناك شيءٌ أحبُّ إليَّ من القرآن حتى أُحدِّث به نفسي.

 

وعلى هذا فلا يكن همّك أن تقرأ أكثر، الأهم أن تقرأ أفضل.

  لهذا اقتراحي لك، أن تجعل لك ختمة مقدارها جزء واحد من القرآن في كل يوم بحيث تختم في نهاية الشهر واجعل لك ختمة أخرى، ولكنها مختلفة هذه الختمة لا تزيد عن صفحة واحدة من القرآن في اليوم،

 لكن صفحة يعني صفحة فيها تأمل أكثر فيها تدبر أكثر، تعيش فيها تتأمل وتُبْحِر بالمعاني إلى أبعد الحدود في هذه المعجزة.

 

يقول أحد الصالحين:" لي في كل جمعةٍ ختمة، وفي كل شهرٍ ختمة، وفي كل سنةٍ ختمة ولي ختمة منذ ثلاثين سنة ما انتهيتُ منها "

روي عن البعض " أنه بقيَ في سورة هود ستة أشهر يُكررها لا يفرغ من التدبر فيها"

فإذا انتهيت من كل هذا الذي مضى، فهناك خطوة أخيرة،


 أي بقيَ آخر شيء تفعله وهو قمة الحب للقرآن

 وهو الخطوة الرابعة:

أن تعمل بما قرأت اليوم وكأن القرآن معلِّم خاص لك،

 

أرأيت كيف أحب الصحابة معلمهم صلى الله عليه وسلم!

فأنت ستُحِبْ القرآن إذا عملت بما تقرأ مثلاً:

قرأت البقرة فمررت على "واركعوا مع الراكعين"

 فأصبحت تطبق ما تُصلّي وحدك! بل تصلّي مع جماعة.

قرأت غداً في آل عمران فمررت على قوله تعالى "لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تُحبون"

فما أصبحت تتصدق من أي طعام.

بل بعد قراءة اليوم

سوف تتصدق من أطيب طعامك الذي تحبه، حتى تنفقوا ما تحبون.

 

 ثم قرأت النساء فغيرت شيئاً آخر، وهكذا أصبح القرآن يؤثر فيك، أصبح القرآن يُغيّرك للأفضل في كل يوم

طبعاً ستحبه، ألم ترى كيف يتعلق الطالب بمعلمه واللاعب بمدربه،

 

فهل نحن نقرأ القرآن هكذا؟!

 أليس من الخسارة أن تكون الساعات الطويلة التي قرأنا فيها كتاب الله لم يكن فيها استطعام للمعاني، ولا تطبيق لرسالة الله كما أراد الله؟!

 يمكنك أن تغير قراءتك للقرآن وأن تبدأ قراءة مختلفةً تماماً من اليوم

وبهذا نكون انتهينا من الحديث عن حب قراءة القرآن

 فاللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا.

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع