" كيف تكسب أضعاف عمرك حسنات ؟! "
أن يرزقك اللّه عمرًا عريضا
لما وصف اللّه
-جلّ جلاله- الجنّة قال " وَسَارِعُوا إلى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ
وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ "
فالعبرة في الشيء بالبركة في عرضه لا في طوله، فقد يُعمّر الرجل حتى يتجاوز عمره
القرن من الزمان ويزن عمله القليل في الميزان، ونرى من مات صبيّا ولكنّه كان بكلّ
خيّرٍ حفيّا ...
فالأوّل لم
يُرزق البركة في طول عمره ورُزق الثاني بها في عرضه..
والموفّق من
وفّقه اللّه لطاعته وهداه للأفعال اليسيرة في أوقاتٍ قصيرة وأجرها حسناتٍ كثيرة...
بعض الأعمال التي نكسب بها أضعاف عمرنا حسناتٍ ...
١- صلاة
الجماعة
لطالما حظيت
الصلاة بمكانةٍ عظيمة في الإسلام لذا كان فضلها عظيما وهذا الفضل أعظم حينما تكون
في جماعة فقد قال -صلّى اللّه عليه وسلّم- " صلاة الجماعة أفضل من صلاة
الفَذِّ بسبع وعشرين درجة "..
فتذكّر كم مرّة
ظلمت فيها نفسك بأن ضيّعت عليها سبعةً وعشرين درجة لتكاسلك عن أداء الجماعة يا مسكين؟!
٢- المحافظة على آداب الجمعة
قال -صلّى اللّه
عليه وسلّم- " مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَغَسَّلَ وَبَكَّرَ
وَابْتَكَرَ وَدَنَا وَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ
يَخْطُوهَا أَجْرُ سَنَةٍ صِيَامُهَا وَقِيَامُهَا “..
أجرٌ عظيم من
ربٍّ كريم
...!
كلّ خطوة تعدل
أجر صِيام سنة وقِيامها..
٣- الصلاة في الأماكن الفاضلة
قال -صلّى اللّه
عليه وسلّم- وهو الصادق المصدوق " فضل الصلاة في المسجد الحرام على غيره مائة
ألف صلاة وفي مسجدي ألف صلاة وفي مسجد بيت المقدس خمسمائة صلاة "
وللتقريب فلو
أنك صليّت في المسجد الحرام صلاة واحدة فكأنك صليّت خمسةً وخمسين عاما فيما سواه ...!
أيٌّ فضلٍ هذا
وأيٌّ عطاءٍ هذا ...
لك الحمد أنّك
اللّه ربّنا..
٤- صيام ستّة من شوال وصيام ثلاثة أيّامٍ من كلّ شهرٍ عربيّ
فقد قال -صلّى
اللّه عليه وسلّم- "من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال كان كصيام الدهر"،
وقال أيضا
" صوْمُ ثلاثَةِ أَيَّامٍ منْ كلِّ شَهرٍ صوْمُ الدهْرِ كُلِّهُ "
٥-
قِيام ليلة القدر
يُضاعف الله
-سبحانه وتعالى- أجر الأعمال الصالحة في هذه الليلة، فيكون أجرها كأجر ألف سنة من
العبادة، قال -تعالى-: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ)
٦-
قراءة سورة الإخلاص ثلاث مرّات
فقد روى البخاري
من حديث أبي سعيد رضي الله عنه أن رجلا سمع رجلا يقرأ قل هو الله أحد يرددها، فلما
أصبح جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، وكأن الرجل يتقالها، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن.
٧- السعي في قضاء حوائج الناس
قال -صلّى اللّه
عليه وسلّم- " أَحَبُّ الناسِ إلى اللهِ أنفعُهم للناسِ، وأَحَبُّ الأعمالِ
إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سرورٌ تُدخِلُه على مسلمٍ، تَكشِفُ عنه كُربةً، أو تقضِي عنه
دَيْنًا، أو تَطرُدُ عنه جوعًا، ولأَنْ أمشيَ مع أخٍ في حاجةٍ؛ أَحَبُّ إليَّ من
أن اعتكِفَ في هذا المسجدِ يعني مسجدَ المدينةِ شهرًا، ومن كظم غيظَه ولو شاء أن
يُمضِيَه أمضاه؛ ملأ اللهُ قلبَه يومَ القيامةِ رِضًا، ومن مشى مع أخيه في حاجةٍ
حتى يَقضِيَها له؛ ثبَّتَ اللهُ قدمَيه يومَ تزولُ الأقدامُ "
ربٌ كريم - سبحانه وبحمده -
تتقرب إليه شبرا يتقرب منك ذراعا، وتتقرب منه ذراعا يتقرب منك باعا، وإن أتيته تمشي أتاك هرولة ويعطيك على الشيء القليل الخير الكثير سبحانه لا تنفد خزائنه ويتودد لعباده.. ما أكرمه ما أنعمه!
تعليقات
إرسال تعليق