القائمة الرئيسية

الصفحات

فساد النية في طلب العلم


طلب العلم وفساد النية

سنتكلم بإذن الله عن نقطة بالغة في الخطورة ألا وهي خطورة فساد النية في طلب العلم.
 فإن العلم إن لم يكن لله خالصا، وكان فيه رياء أو أي إشراك مراد من طلب العلم هذا،
كسدت البضاعة وخسر البيع وتحول ثواب وفضل العلم وطلبه إلى ما لا قد يحمد عقباه.
وكون العلم خالصا لله أمر غيبي لا يطلع عليه إلا الله، فلا يمكن لنا أن نعلم ما في صدور العبيد إنما لنا الظاهر والله يتولى السرائر، فإخلاص طلب العلم لله من عدمه أمر يعتمد على النية وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم إنما الأعمال بالنيات.

النية هي أساس الاعمال

لما النية هي الأساس؟؟
النية هي الركن العتيد الذي إن أصابه خلل وقع البيت على الرؤوس وتبدل حال النجاة إلى حال الهلاك بفساد هذا الركن، الذي بقدر الفساد فيه يحدث الهلاك وإن حدث ووجدت في نفسك ما تخشاه فجاهد نفسك وعد إلي رشدك فإن الله معينا لك ما دمت تعود قال تعالى " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا":

وقد كان التابعين والأولياء الصالحين من قبل يخشون من فساد نيتهم فما الحال فينا ونحن أشد ضياع واقل عملا وإخلاصا.
وهذا سفيان الثوري يقول ما عالجت شيئا أشد على من نيتي.
فأحرص، هدانا الله إياك،، إلى التجرد التام في طلب العلم، وابتغي في طليك للعلم وجه الله عز وجل ولا تريد بطلبك إلا وجهه مخلصا له.

واعلم بأن النية قد يصاحبها كثير من التلبيس فهذا ليس بغريب فإننا بشر إننا مقصرون، ولكن الغريب والمريب وما قد لا يحمد عقباه هو عدم التوقف والاستمرار في زيادة فساد وكساد النية وتجميع الملوثات والدخن عليها، فعليك بمراعاة ومجاهد النفس عن الرياء وفساد النية ما استطعت إلى ذلك سبيلا.
ولا تيأس بأن تحول مرارا وتكرارا في إصلاحها بقدر ما وجدت فيها من خلل أو فساد حتى ينجيك الله بفضله منها ومن سوء أمرها فإن النفس دائما أمارة بالسوء إلا ما رحم ربي.

وأقرأ عن أهل العلم ما قد ورد على ألسنتهم لترى حال نفسك ولا تيأس من العمل على ترشيدها والأخذ بها إلى طريق الصواب، فإن العلم إن طلب لغير الله لم يكن فإن العلم يأبى أن يكون إلا لله أو كما قال الدارقطني.

بعض الأمثلة على فساد النية في طلب العلم

ومن أمثلة فساد النية هو حب الشهرة والظهور والتصدر، فهذا الأمر يدخل تحت النية وقد مثل له خصوصا لأهميته.
والشهرة وحب الشهرة هو مرض شديد يصعب النجاة منه إلا بعصمة الله فمن كان طالبا للعمل وكانت نيته هو الحصول على الشهرة وارتفاع قدره وذكره، وأن يعظم ذهابا إيابا فقد وقع في أمر خطير جلل وأورد نفسه بهذه النية الفاسدة المهالك، فقد قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن أول الناس يقضى عليه يوم القيامة ثلاثة، وذكر منهم ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرءان فأتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما فعلت فيها؟ قال تعلمت العلم وعلمته، وقرأت فيك القرءان، قال: كذبت، ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم، وقرأت القرآن ليقال قارئ، فقد قيل ،ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار..)

فإن طالب العلم أو العالم أذا تمني في نفسه أو سعد بأن يبجل ويقدر من غيره وأقتصر مراده أو كانت نيته هو الحصول على إعجاب الناس وعلى أن يتم مدحه من خلالهم فذلك باب عظيم خطير يورد صاحبه المهالك من أبواب الرياء فهي مصيبة إلا لمن عصمه الله وربط الله على قلبه.

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع