القائمة الرئيسية

الصفحات

كيف أعلم أن الله يحبني ويرضى عني؟


كيف أعلم أن الله يحبني ويرضى عني؟

"يحبهم ويحبونه"

أخبرني ما هو شعورك حين تعلم أن الله بعظمته يحبك ويرضى عنك!

ما هو شعورك حين تعلم أن الله لا يحب جميع الخلق ولكنك كنت ممن أحبهم الله ورضى عنهم!

هل بإمكانك أن تستشعر أن الذي يحتاج إليه كل الناس قد بلّغك الله إياه، أليس هذا شيء عظيم!

صدقني الأمر أعظم من أن تدركه العقول.

 

تأمل معي هذا الحب العظيم:

سأل أعرابي شيخًا فقال له: متى يموت القلب؟

فقال الشيخ: بموت المحبوب.

فرد الأعرابي وقال: وماذا لو كان المحبوب حي لا يموت؟

فقال الشيخ: هذا حب تحيا به القلوب.

فاللهم أحينا بحبك وحب ما تحب واجعلنا من الذين صدق فيهم قولك "يحبهم ويحبونه".

 

يقول الله تعالى في كتابه: "فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ"

فأما أن يأتي الله بقوم يحبونه فهذا مفهوم ولا عجب فيه.

 

لكن أتدرون ما هو العجيب؟

العجيب أن الله بعظمته يحبهم!

الله الذي خلقهم ورزقهم وأعطاهم وحماهم ثم في النهاية هو الذي يحبهم!

ثم إن هناك ما هو أعجب من ذلك، فالمعتاد أن الذي يطلب هو الذي يستحي، أما أن يكون "الذي يُطلَب منه" هو الذي يستحي والطالب لا يشعر بشيء فهذا عجيب!

 

 

ولكن اعلم: الحياء صفة ثابتة من صفاته سبحانه نعم، لكننا لا نعرف كيفيتها فهي لا تشبه حياء المخلوق بأي وجه من أوجه الشبه أو المثيل لأنه سبحانه ليس كمثله شيء، إلا أن حياءه سبحانه يثمر عن الجود والكرم والبر بمن استحى منه فإذا استحى الله من إنسان وصل إلى هذا الإنسان الخير من وجوه متعددة.

وغير ذلك أيضًا كلام يحي بن معاذ عندما قال: "سبحان من يذنب عبده، ويستحي هو" … سبحانك ربي ما أعظمك!

 

فـ يا اللــه!

يا من إذا قلت يا مولاي لباني … يا واحدًا ما له في ملكه ثاني.

أعصي وتسترني، أنسى وتذكرني … فكيف أنساك يا من لست تنساني!

 

هل الله راضٍ عني؟؟

 

كيف أعلم هل الله عز وجل راضٍ عني أم لا؟

وما هي علامات رضا الله عن العبد؟


بعض الناس يربط رضا الله عز وجل بعطاء الدنيا فإذا رأوا إنسانًا أُعطي مالًا أو منصبَا قالوا له الله يحبك، وإذا رأوا إنسانًا نجى من مصيبة قالوا فلان نجى بأعجوبة … الله يحبه.

ولكن مهلاً! منذ متى ورضا الله عن العبد يُقاس بالدنيا؟

 

فكلنا يعلم مدى حب الله لنبيه -صلى الله عليه وسلم- ورضاه عنه، وبالرغم من ذلك فالنبي لم يعط من الدنيا إلا القليل، والله قادرٌ على أن يعطيه كنوز الأرض إذا أراد، ولكنه صلى الله عليه وسلم كان ينام على الحصير ويرقع ثوبه بنفسه وتمر عليه الشهور ولم يكن في بيته إلا التمر والماء.

 

أليس منطقيًا أكثر بناءً على طريقة قياسهم أنه كلما زادت محبة الله للعبد ورضاه عنه ازداد عطاؤه له!

فإذا كان الواقع يقول غير ذلك، إذًا فما هي علامات رضا الله عن العبد؟!

الجواب: علامة ذلك أن تلحظ أن الله عز وجل يسهل لك فعل العبادات، وترك المحرمات والمعاصي، وأنك تزيد في إيمانك وتقربك من الله تعالى.

 

فإذا لم تجد ذلك في نفسك، فجاهد نفسك على هذا لتكون من الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه، وتذكر أن رضا الناس غاية لا تدرك، أما رضا الله فهو غاية لا تترك.

 

 

كيف أرفع غضب الله عني؟

ويمكن أن نسأل بدلا عن السؤال السابق هذا السؤال

كيف أصل إلى رضا الله بعد أن فقدته؟

أو ماذا يفعل من كان في وسط غضب الله؟

 

وإليكم الجواب على كل هذه الأسئلة: عليك أن تعلن حالة الطوارئ في الحال، وتبحث عن أحدٍ يخلصك من هذه الورطة.

 

ولكن انتظر! … لن تجد أحدًا يخلصك من هذه الورطة إلا الله سبحانه وتعالى، هو فقط القادر على أن يرفع عنك هذا الغضب؛ فقد قال سبحانه في كتابه الكريم: "فَفِرُّوا إِلَى اللَّه" أي: الجأ إليه دائمًا حتى لو كنت خائف منه.

فكل شيء تفر منه عنه إلا الله؛ فإنك تفر منه إليه.

 

ماذا أفعل لأنال رضا الله؟

يجب عليك أن تكون حكيمًا في تصرفاتك، أن تفقه ماذا يريد الله منك فتبادر بفعله.

فإذا أعطاك الله رزقًا اسأل نفسك يا ترى ماذا يريد الله مني بعد هذا الرزق؟

 

يا رب أنت أعطيتني هذا الرزق، ونجيتني من هذه المشكلة، فما هو المطلوب مني؟!

المطلوب منك أن تفعل شيئًا وأن تترك شيئًا.

فأما الشيء الذي يريد الله منك أن تتركه فهو الإفساد في الأرض، وأما الشيء الذي يريده الله منك فهو الإصلاح في الأرض وأن تستغل هذا الرزق فيما يرضي عز وجل وتبتعد عما يغضبه.

 

فإذا أعطاك الله مالاً … فالمال الذي معك أنت تملك أن تفسد فيه وتملك أن لا تفسد فيه، فابتعد عن الاختيار الأول وألزم الثاني.

 

وتذكر عندما سأل رجل شيخه فقال له: كيف أعلم إن كنت ممن يحبهم الله؟

فقال الشيخ: بني، لو لم يكن يحبك لما جعل حبه همك.

 

فاللهم هذا الحب.

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع